بيان سياسي صادر عن المؤتمر السنوي الأول للحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي، المنعقد في مدينة بيلفلد الألمانية في الفترة من 18 إلى 20 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
انعقد المؤتمر السنوي الأول للحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي في ظل التطورات السياسية المستمرة على الساحة السورية والإقليمية. شهد المؤتمر نقاشات معمّقة حول أبرز الأحداث والتحولات السياسية، وخرج بتحديد مواقفه الرسمية وفق ما يلي:
أولاً:
يواصل الشعب السوري نضاله من أجل تحقيق تطلعاته التي ثار من أجلها، وفي مقدمتها بناء دولة ديمقراطية حرة تحفظ كرامة الإنسان وتضمن حقوقه الأساسية.
الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي يتبنى موقفاً مبدئياً وحاسماً في دعم تلك الأهداف، ويضع نفسه في مقدمة القوى الوطنية السورية الساعية لتحقيقها. ومع أن إسقاط النظام الاستبدادي المجرم هو خطوة أساسية في هذا الاتجاه، فإن رؤيتنا للمستقبل تتجاوز هذه المرحلة؛ إذ نعتقد أن تحقيق أهداف الثورة السورية يحتاج إلى عمل طويل الأمد ومستدام قد يستغرق أجيالاً. من هذا المنطلق، يعمل حزبنا على إعداد كوادره وبناء تحالفاته على أساس هذه الرؤية التاريخية، ويدعو جميع القوى الوطنية إلى تبني استراتيجيات بعيدة المدى تعكس أهمية المرحلة والظروف الراهنة، مع الإدراك أن ما شهدناه منذ 2011 ما هو إلا بداية لمسار تاريخي طويل سيعيد تشكيل وجه سوريا والمنطقة.
ثانياً:
فيما يخص التطورات السياسية الأخيرة في سوريا وحولها، سبق وأن أشرنا في بيان صدر بداية العام الجاري إلى معلومات حول وجود مشروع لإنهاء التواجد العسكري للمليشيات الإيرانية في سوريا، وتثبيت واقع سياسي جديد. وقد أكدت الأشهر الماضية صحة ما أعلناه. نؤكد اليوم مجدداً موقفنا الرافض لأي وجود عسكري أجنبي على الأراضي السورية، ونعتبر خروج أي قوة أجنبية تطوراً إيجابياً. غير أننا نرفض أن يكون ثمن ذلك تكريس هيمنة أطراف أخرى على سيادة البلاد. إننا نحذر من مشاريع الوصاية الإقليمية أو الانتداب غير المعلن، ونؤكد أن الحل المقبول هو الذي ينبع من إرادة السوريين الحرة والمستقلة، وفقاً للقرار الأممي 2254، الذي نراه الإطار الشرعي الوحيد لتحقيق انتقال سياسي عادل وشامل.
ثالثاً:
فيما يتعلق بالعلاقة مع القوى والفعاليات السياسية في الداخل السوري والمنفى، نثمّن كل الحركات الوطنية الديمقراطية، ونحيي القوى والشخصيات الوطنية التي تنشط في السويداء، وإدلب، وشمال حلب، والمنطقة الشرقية. كما نرفض وندين بشدة جميع أشكال الطائفية والعرقية والتطرف الديني، ونحذر من محاولات استغلال تلك النزعات لعرقلة مسار الثورة وتحقيق أهدافها.
رابعاً:
أما فيما يتعلق بالحراك السوري في المنافي، فإننا نعتبر أن هذا الوجود، بفضل بعده عن هيمنة النظام والقوى المسلحة الأخرى، يوفر مساحة أكبر من الحرية للتعبير السياسي والتنظيم. وعلى القوى والشخصيات السورية في الخارج استغلال هذه الفرصة لتنظيم صفوفها سياسياً والاستعداد للاستحقاقات القادمة. نلفت هنا الانتباه إلى محاولات إقصاء اللاجئين والمهجرين عن المشاركة الفعّالة في الحل السياسي، وهو أمر نرفضه بشدة. نؤمن بأن اللاجئين الذين دفعوا أثماناً باهظة يجب أن يكون لهم دور ريادي في مستقبل سوريا. لذا، يعمل الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي على تنظيم الحراك السياسي في أوروبا وبناء روابط قوية بين اللاجئين ووطنهم الأم، بما يضمن مشاركتهم الفعالة في إعادة بناء سوريا ما بعد الديكتاتورية.
خامساً:
نقف أيضاً إلى جانب اللاجئين السوريين في جميع دول اللجوء، ونؤكد دعمهم ومساندتهم في هذه الأوقات الصعبة.
ويجب أن نذكّر أن الوضع في سوريا لا يزال غير آمن تحت حكم نظام الأسد، وبالتالي، فإن أي محاولة لإعادة اللاجئين قسراً إلى سوريا تعد خرقاً لحقوقهم الإنسانية الأساسية. نحن نرفض بشدة استخدام أهلنا كوسيلة للتسوية أو الضغط خلال أي نزاع قائم، وندعو إلى توفير الحماية والدعم اللازم لهم من خلال مؤسسات الأمم المتحدة والالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين.
إن اللاجئين جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، ويجب أن تبقى حقوقهم وأمانهم على رأس أولوياتنا.
سادساً:
فيما يخص موقفنا من النزاعات الجارية في المنطقة، نحن في الحزب نقف بلا تردد إلى جانب الحق الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة. إلا أننا نرفض توظيف هذه القضية لخدمة أجندات دولية أو إقليمية تسعى لتحقيق نفوذها الخاص. ندعم كفاح الشعب الفلسطيني، ونؤمن بعدالة قضيته، ولكننا نرفض بشدة تحالف بعض القوى الفلسطينية مع إيران، التي نرى أنها لا تقل خطراً على الشعب السوري من الاحتلال الإسرائيلي. نؤكد مجدداً أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، وندعو إلى مواصلة دعم الشعب الفلسطيني في نضاله حتى الوصول إلى حقوقه المشروعة.
بيليفيلد ١٨ تشرين الاول ٢٠٢٤