بيان من الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي بشأن التطورات الأخيرة في سوريا

أيها الشعب السوري العظيم،
نحييكم تحية الفخر والإجلال، ونبارك لكم هذا الإنجاز التاريخي الذي تمثل في دحر الميليشيات الإيرانية الطائفية من مدينة حلب وريفها. إن هذا الحدث ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو خطوة جديدة نحو استعادة وطننا السوري حراً مستقلاً، وتخليصه من كافة القوى التي تحتله اليوم، حيث يعود الشعب ليتولى زمام أموره ويقرر مصيره دون تدخل أو وصاية من أي جهة خارجية.
أيها السوريون،
إن الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي لم يُفاجأ بالتطورات الأخيرة، فقد أشرنا منذ بداية هذا العام، في بياننا الأول، إلى أن مشروعاً إقليمياً ودولياً يتبلور، يهدف إلى إخراج الميليشيات الإيرانية أولاً من سوريا، ومن ثم ترتيب أوضاع سياسية جديدة في البلاد. وقلنا بوضوح إن هذا المشروع لن يتوقف عند خروج الميليشيات الأجنبية، بل سيمضي نحو إنهاء حقبة المجرم بشار الأسد ونظامه، مع وضع أسس نظام سياسي جديد يعتمد مبدأ الأقاليم، وفق ما يعرف بالدستور الروسي المرفوض جملة وتفصيلا.
وإذ نحيي كل جهد يُبذل لإخراج المحتلين من أرضنا، فإننا ننبه إلى التحفظات العديدة التي لدينا تجاه بعض الخطوات المخطط لها من قبل القوى الفاعلة اليوم. وعلى رأس هذه التحفظات، اختطاف القرار السوري مجدداً لصياغة مستقبل البلاد وفق مصالح وأهواء قوى خارجية.
نعلن من موقعنا كمؤسسة سياسية وطنية ديمقراطية، رفضنا القاطع لأي ترتيبات لا تعبر عن إرادة الشعب السوري بكافة فئاته وانتماءاته الثقافية او السياسية أو الاجتماعية، إن القرارات المصيرية يجب أن تكون بيد السوريين أنفسهم، تُصاغ بإرادة شعبية حرة، يتم التعبير عنها من خلال ممثلين شرعيين يُختارون عبر انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف دولي، ولن نقبل أن يُحدد مستقبل سوريا وفق مصالح دول أخرى أو أجنداتها، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام محاولات استلاب إرادتنا الوطنية.
أيها الشعب العظيم،
لقد أطلقتم أعظم ثورة في عصرنا، ثورة للحرية والكرامة والاستقلال. وقدمتم التضحيات الجسام لتحقيق هذه الأهداف. فلا تسمحوا تحت وطأة الأحداث المتسارعة أو التعب أو الإرهاق لأي جهة أن تفرض عليكم إملاءاتها. تمسكوا بمبدأ القرار السوري الحر المستقل، وكونوا أوفياء لهدف بناء دولة وطنية ديمقراطية، تسودها العدالة والمساواة والحرية، وتضمن حقوق جميع أبنائها دون استثناء.
إن القرار الأممي 2254 يُمثل الإطار الوحيد لتحقيق تطلعات شعبنا، ويجب أن يبقى مطلب تنفيذه هو وجهتنا التالية. دعونا نعمل بوعي وتصميم على تحقيق هذا الهدف، دون أن تغيب عنا بوصلتنا الوطنية وسط الأحداث الكبرى الجارية والمقبلة.
عاشت سوريا حرة مستقلة، والمجد لشعبها العظيم.

مشاركة المقالة